تعتبر بوتات المحادثة (Chatbots) آخر صيحات التكنلوجيا الرقمية اليوم، وهي عبارة عن برامج يتم إعدادها لكي تكون قادرة على التواصل والتفاعل مع الأشخاص. تمام كالروبوتات، لكنها أقرب ما تكون إلى روبوتات رقمية لا مادية، فلا يمكننا في الحقيقة رؤيتها لكن بإمكاننا التحدث، والتواصل معها. سواء بالكتابة أو حتى بالصوت في بعض الأحيان.
خلال سنة 2016 أعلنت فيسبوك عن إطلاقها لميزة جديدة في منصتها المخصصة للمحادثات “فيسبوك ماسنجر”، وهذه الميزة سميت بمنصة البوت أو Bot Platform، بحيث سمحت شركة فيسبوك للمطورين بالبدء في برمجة وتطوير بوتات أو روبوتات المحادثات الذكية لمنصة ماسنجر، ومنذ ذلك الحين إلى يومنا هذا أتبتث هذه التقنية فعاليتها. خصوصا للمهتمين بالتسويق عبر منصة فيسبوك وفيسبوك ماسنجر، والتقنية رغم ندرة استخدامها في الأول والسبب راجع إلى كون برمجة البوتات عملية صعبة تتطلب امتلاك معرفة بلغات برمجية محددة، أما اليوم فالكثير من العلامات التجارية التي تعتمد على التسويق على شبكة وبيئة فيسبوك بشكل عام صارت تعتمد على هذه البوتات نظرا لأنها بالفعل حققت نتائج مدهشة لمن سبق لهم استخدامها وأيضا لكون اعتمادها اليوم صار أسهل بكثير مما كان عليه. بحيث ظهرت عدة منصات يمكن لأي شخص اعتمادها من أجل بناء بوتات ماسنجر بسهولة تامة دون أي حاجة إلى معرفة اللغات البرمجية المطلوبة لأن الأمر أشبه بتقنية السحب والإفلات (Drag & Drop)، ويمكن لأي شخص بمهارات استخدام بسيطة لجهاز الحاسوب أن يقوم ببناء بوتات ماسنجر ذكية ومعقدة.
أهم مميزات بوتات ماسنجر:
كما أشرت من قبل، فبوتات ماسنجر أتبتث وبجدارة مدى نجاحها، ومدى التأثير الذي يمكن أن تحققه وهذا راجع إلى المميزات العديدة التي تمتلكها ولا نجدها في وسائل التسويق الأخرى خصوصا القديمة منها، والتي صار أغلبها غير فعال نتيجة لكثرة وسوء الاستخدام. فمثلا من بين أهم مميزات بوتات ماسنجر نجد ما يلي:
الحصرية وعنصر المفاجئة:
بالرغم من أن إمكانية اعتماد بوتات ماسنجر كانت متاحة منذ سنة 2016 إلا أن نسبة قليلة من الصفحات فقط بدأت في اعتمادها، والأسباب في ذلك متعددة منها عدم المعرفة بوجود هذه الميزة أصلا أو الاعتقاد بأن اعتمادها صعب ويتطلب مجهودا كبيرا وغير ذلك من الاعتقادات. اليوم هذه الميزة صارت تنتشر بسرعة لكن الانتشار لا يزال في بدايته واغتنامك لهذه الفرصة سيكون أمرا جيدا، لأنه سيترك انطباعا لدي عملائك أو متابعي صفحتك لأنهم ربما الأغلب منهم لم يعرف عن وجود هذه التقنية، ولا عن كيفية اشتغالها حتى الآن واعتمادك لها بالتأكيد سيكون له تأثير كبير.
إمكانية تقديم خدمة دعم العملاء لملايين الأشخاص في نفس الوقت:
من أكثر مميزات بوتات ماسنجر أهمية أنها روبوتات، والمعروف عن الروبوتات خصوصا الرقمية منها هو أنها لديها القدرة على أداء مهام متعددة في نفس الوقت وفي نفس الثانية بالتحديد. وبخصوص بوتات ماسنجر فلديها هذه المهارة، ويمكن أن يتواصل آلاف أو ملايين الأشخاص مع صفحتك في وقت واحد وكل فرد منهم سيتلقى اجابات على أسئلته واستفساراته في نفس وقت إرساله للرسالة وهذا أمر جيد جدا! وسيجنبك متاعب خدمة العملاء الرديئة.
الوصول الآني وميزة الاشعارات:
وضع خطة تسويقية اليوم دون تخصيصها أو وضع خطة أخرى مخصصة فقط لمستخدمي الهواتف الذكية خطأ استراتيجي غير مقبول. وهذا لكون نسبة مستخدمي الهواتف مرتفعة جدا، بحيث أن أغلب الأفراد حول العالم لا يستخدمون بالضرورة جهاز الحاسوب لتصفح المواقع أو شبكات التواصل الاجتماعي بل يستخدمون الهواتف الذكية. وكون منصة فيسبوك ماسنجر هي في الأصل تستهدف مستخدمي الهواتف الذكية، فهذا يعطيك ميزة كبيرة للتواصل والوصول إلى شريحة كبيرة من عملائك أو متابعيك وذلك بالاعتماد على بوتات ماسنجر، فتخيل معي أن أغلب العلامات التجارية لا تزال تتواصل مع عملائها بكثرة عبر البريد الإلكتروني، والذي صار معروفا بانخفاض نسبة فتح الرسائل والتفاعل معها أو معرفة محتواها، لكن أنت صرت تتواصل معهم عبر تطبيق ماسنجر حيث بالفعل يقضون معظم أوقاتهم، وحيث يكون نشاطهم طوال تلك الأوقات هو الاطلاع والرد على الرسائل. وأيضا لا ننسى ميزة الاشعارات التي يتوصل بها العميل عند مراسلتك له عبر تطبيق “ماسنجر” فهي لا تختلف عن إشعار رسالة من صديق.
سهولة إدارة البيانات:
عند إطلاقك لحملات جمع بيانات العملاء المستهدفين (Lead Generation) بالاعتماد على بوتات ماسنجر فإن الأمر يكون أسهل للعملاء لتزويدك بمعلوماتهم. كما يكون أسهل لك للتوصل بتلك المعلومات وتخزينها وترتيبها. ويتم ذلك عن طريق بناء بوت يقوم بالترويج لخدمتك أو منتجك ويتحدث مع العميل المحتمل، ويطلب منه بياناته كالاسم مثلا، ورقم الهاتف، وعنوان البريد الإلكتروني… والمميز في الأمر هو أنه عندما تطلب من العميل مثلا عنوان بريده الإلكتروني فإنه بشكل آلي تقترح عليه منصة ماسنجر إرسال عنوان بريده الإلكتروني بضغطة زر واحدة. ونفس الشيء بالنسبة لباقي المعلومات والتي هي نفس المعلومات التي زود بها فيسبوك من قبل خلال تسجيله، وهذا يجعل عملية جمع البيانات عملية سهلة للغاية. أما بخصوص البيانات التي يتم تجميعها فإنه يمكن إعداد اتصال بين البوت الخاص بك وملف جوجل (Google Sheet) حيث سيتم إدخال وتخزين البيانات بشكل آلي دون أي تدخل منك.
كيف يمكن استخدام بوتات ماسنجر للتسويق عبر منصة فيسبوك وماسنجر؟
كما نعلم جميعا، فمكونات أي إعلان داخل منصة فيسبوك أو أي منصة أخرى تكون في الغالب عبارة عن صورة أو فيديو، ونص تسويقي مرفق بزر القيام بإجراء (CTA). وهذا الزر في الغالب يقوم بتحويل المستخدم إلى موقعك أو متجرك الإلكتروني… ولكن عند استخدامك لبوتات ماسنجر ضمن إعلاناتك على منصة فيسبوك فسيكون بإمكانك وضع زر “إرسال رسالة” كزر القيام بإجراء. وعند ضغط المستخدم عليه يتم تحويله إلى منصة ماسنجر وبالضبط إلى محادثة مفتوحة مع صفحتك، والمحادثة تكون بين المستخدم الذي تفاعل مع إعلانك، والبوت أو الروبوت الذي قمت ببنائه. وفي تلك المحادثة يمكن أخد الزبون عبر مراحل البيع المعروفة وتحقيق المبيعة سواء ضمن المحادثة أو من خلال تحويله في مرحلة ما إلى صفحة المنتج في الموقع من أجل القيام بعملية الشراء.
يمكن أيضا الاعتماد على أدوات النمو والتي تكون عبارة عن أدوات متوفرة في أغلب منصات بناء البوتات، وتكون على شكل روابط، كودات HTML، إضافات… وتمكنك هذه الأدوات من الاعتماد على مصادر أخرى لتحويل أو إرسال الأشخاص للتحدث مع البوت الخاص بك، سواء من موقعك الإلكتروني أو من خلال البريد الإلكتروني أو من إعلان في أي منصة أخرى غير منصة فيسبوك.
بوتات ماسنجر عبارة عن فرصة مميزة يجب اغتنامها في أقرب وقت، من أجل تحقيق أقصى استفادة من منصة فيسبوك في ظل ضغطها المستمر على المسوقين وأصحاب الأعمال التجارية. ومن السهل تحقيق النجاح بالاعتماد على هذه التقنية، خصوصا وأنها لا تزال حديثة ولم يتم تخريبها حتى الآن سواء بالقوانين الصارمة من فيسبوك نفسها، أو من طرف بعض المسوقين الذين يتجاوزون كل الحدود في سبيل تحقيق أهدافهم.
