تعتبر القوائم البريدية من بين أهم الأشياء التي يجب على المسوقين وأصحاب الأعمال التجارية امتلاكها. خصوصا إذا كان عملهم يعتمد كليا أو جزئيا على التسويق الإلكتروني، ولا يمكن الاستغناء عن التسويق عبر البريد الإلكتروني. فهو العنصر الوحيد الذي فعليا يمتلكه المسوق عكس صفحات الشبكات الاجتماعية التي يمكن أن يخسرها بين ليلة وضحاها بدون أي سبب وجيه.
ومن أجل ضمان امتلاك قائمة مشتركين فعالة تولد الزيارات إلى موقع العلامة التجارية، يتوجب على المسوق امتلاك خطط دائمة ومتجددة لضم المزيد من الأشخاص إلى تلك القائمة من أجل تكبيرها، والتغطية على التسربات التي تحدث فيها كعمليات إلغاء الاشتراك مثلا أو الانخفاض الكبير في نسب الفتح والتفاعل مع الرسائل المرسلة.
وعلى هذا الأساس إليكم خمسة أفكار يمكن لأي مسوق كيفما كان نوع النشاط الذي يسوق له أن يعتمدها ويطورها من أجل ضم المزيد من المشتركين إلى قائمته البريدية:
منح كتاب إلكتروني أو دليل أو تقرير:
قد تكون هذه الفكرة هي الأكثر انتشارا فأغلب المواقع عند زيارتها لابد وأن تلاحظ فيها تلك النافذة المنبثقة التي تعرض عليك تحميل كتاب إلكتروني مجاني أو دليل للقيام بنشاط معين، أو ربما تقريرا يخص جانبا من جوانب اهتمامات الموقع. وقبل مباشرة عملية التحميل يطلب منك تزويدهم بعنوان بريدك الإلكتروني أولا.
بالطبع لا يمكنك استخدام كتاب أو تقرير أو دليل مأخوذ من موقع آخر بل على العكس من ذلك يتوجب عليك العمل على إعداد محتوى خاص بك تربطه علاقة مباشرة بموضوع موقعك أو مجال تخصصك. كما يجب أن يكون المحتوى المشارك ضمن الكتاب أو الدليل… محتوى قصيرا وقيما.
منح دورات تدريبية مجانية:
عكس الكتاب أو الدليل الإلكتروني، يعتبر منح أو استضافة وتقديم دورات تدريبية لمتابعيك أو عملائك من أكثر النشاطات فعالية وتحظى بإقبال كبير. فأغلب الناس مستعدين لتزويدك ببعض معلوماتهم كالاسم والبريد الإلكتروني مقابل أن تمنحهم تصريحا بالانضمام إلى دورة تدريبية (Webinar) أو لتزويدهم بدورة مسجلة مجانية.
خلال إعداد دورة تدريبية مجانية من الأحسن أن تكون عبارة عن دورة قصيرة (Mini-course) بقيمة إضافية وليست مجرد دورة مدتها تصل لعدة ساعات مملة ومحتواها لا يسمن ولا يغني من جوع.
الانضمام إلى مجموعة خاصة:
مع ثورة مجموعات فيسبوك الحالية، صار الكثير من أصحاب المواقع خصوصا التعليمية منها يمتلكون عدة مجموعات على منصة فيسبوك. وقد تختلف المجموعات على حسب اهتمامات الموقع أو أنشطته، وأيضا حسب نوعية الأعضاء. فنجد لدى أغلب المواقع مجموعة عامة تضم أغلب وعامة الناس ومجموعة أخرى خاصة تضم عددا قليلا من الأشخاص ويكون المحتوى فيها والتفاعل أفضل من باقي المجموعات وغالبا ما ينضم إلى تلك المجموعة الخاصة أشخاص بتصريح خاص كالأفراد الذين قاموا بشراء دورات تدريبية من الموقع أو قاموا بدفع مبلغ معين مقابل الانضمام إلى تلك المجموعة الحصرية والخاصة.
يمكن للمسوق اعتماد هذه الطريقة بحيث تكون لديه مجموعة خاصة لا يلج إليها سوى الأشخاص المسجلين بالموقع، أو الذين اشتركوا في قائمته البريدية وهذا سيكون سببا كافيا لأي شخص لديه اهتمام بما تقدمه لكي يمنحك عنوان بريده الإلكتروني. أو بمعنى آخر لكي يمنحك تصريحا بمراسلته.
منح الأدوات والقوالب:
تعتبر الأدوات والقوالب (Templates) من أهم الأشياء التي يمكن لأي شخص أن يمنحك عنوان بريده الإلكتروني مقابل الحصول عليها مجانا. وتلك الأدوات والقوالب يجب أن تكون مميزة وخاصة بك أو بوقعك الإلكتروني، وتقدم قيمة إضافية للمستخدم.
على سبيل المثال لا الحصر نجد أشخاصا ومواقع تقدم للزائر، مقابل عنوان بريده الإلكتروني، قوالب إكسل جاهزة تمكنه من إجراء حسابات معينة أو تنظيم أشياء محددة. أو قوالب محتوى معين كقوالب السير الذاتية (CV أو Resume) أو برامج تؤدي مهام معينة…
تقييد المحتوى:
بالرغم من أن الكثير من الأشخاص لا يتفقون مع من يعتمدون هذه الطريقة، إلا أنها في بعض الأحيان تكون فعالة جدا بحيث يقوم صاحب الموقع بتقييد محتوى موقعه أو فقط جزء من المحتوى ولا يمنح الوصول إليه إلا لمن يزوده بعنوان بريده الإلكتروني. وهنالك عدة أدوات تمكنهم من القيام بذلك ويستطيعون إرغام الشخص على الانضمام إلى القائمة البريدية من أجل الاطلاع أو اكمال الاطلاع على مقال أو نوع معين من المحتوى.
وكما أشرت من قبل فهذه الطريقة ليست لطيفة وحقيقة أنا لست من معجبيها لأن نتائجها كذلك لا تكون دائما كما هو متوقع فالمستخدم يحس وكأنك تحاول ابتزازه ولهذا يمكن أن يغادر موقع مباشرة وتبقى لديه تلك الفكرة السيئة عنك أو عن علامتك التجارية، أو يمكن أن يزودك بعنوان بريد إلكتروني خاطئ أو عشوائي… لكن على الرغم من ذلك هنالك العديد من الأشخاص يعتمدون ولايزالون يعتمدون هذه الطريقة من أجل زيادة عدد المشتركين في قوائمهم البريدية.
توجد العديد من الطرق المختلفة الأخرى التي يعتمدها المسوقون من أجل تنمية وتكبير قوائمهم البريدية، وبالتالي زيادة عدد الزيارات المحصل عليها من خلال حملات التسويق عبر البريد الإلكتروني. لكن ليست جميعها طرقا فعالة فالعدد لا يهم بقدر أهمية الجودة ولا أحد سيقوم بفتح رسائلك طالما أنك أرغمته بطريقة معينة على الانضمام إلى قائمتك البريدية لذا تأكد جيدا من أنك تمتلك سببا مقنعا يجعل الزائر مقتنعا تماما وسعيدا بتزويدك بعنوان بريده الإلكتروني.