لكي تتمكن من تحقيق النتائج المرجوة من جهودك التسويقية، لابد عليك أن تحترم مجموعة محددة من القواعد. سواء الرسمية منها أو المتوصل إليها بالتجربة، والمتعرف عليها خلال التحديث المستمر. ولكي لا تذهب جهودك كلها سدى، خصوصا تلك المنصبة على مهمة التسويق بالمحتوى والذي يتطلب الكثير من العمل ويستهلك وقتا طويلا، يتوجب عليك أخد النصائح والقواعد بمحمل الجد لتجنب تضييع وقتك وجهدك.
هذه خمسة نصائح، أو يمكنكم اعتبارها خمسة قواعد تم استنتاجها عن تجربة. يمكنكم اتباعها خلال تنفيذ استراتيجية التسويق بالمحتوى الخاصة بكم لتحقيق أقصى استفادة آنية ومستمرة من جهودكم واستثماراتكم.
أعد إنتاج أفضل انتاجاتك على أشكال مختلفة:
هل سبق لك أن نشرت مقطع فيديو أو مقالا وتفاجأت بأنه يحقق انتشارا فيروسيا أو بمعنى آخر انتشارا كبيرا بشكل غير عادي؟ إذا لم يسبق لك أن خضت هذه التجربة فهنالك احتمال كبير أن تخوضها في يوم من الأيام طالما أنك تقوم بإنتاج المحتوى. لكن إن سبق لك وأن خضتها فلابد من أنك تذوقت النتائج الرائعة التي تأتي من وراء هذا النوع من المحتوى، زيادات هائلة في حجم المتابعين، وارتفاع غير عادي في عدد الزيارات إلى الموقع، وعملاء مصطفون في صندوق الرسائل ينتظرون ردك عن استفساراتهم حول منتجك أو خدماتك… إنه حقا لأمر رائع والشيء الوحيد المحزن حوله أنه لا يحدث دائما. لكن ماذا إن أخبرتك بأنه من الممكن أن تعيد إحداثه! على الرغم من أن النتائج لن تكون كما هي في أول مرة لكن الفرق لن يكون شاسعا، وهنالك احتمال كبير أن تعيد احداثه وتحقق نتائج أحسن بكثير من النتائج الأولى.
يمكنك القيام بذلك عن طريق إعادة إنتاج المحتوى الفيروسي في أشكال أخرى مختلفة. فعلى سبيل المثال لنقل أنك كتبت مقالا ولسبب ما حقق انتشارا واسعا على شبكة الإنترنت. عليك أن تباشر عملية إعادة إنتاج ذلك المقال بنفس محتواه وربما بتغييرات طفيفة على شكل مقطع فيديو، وعلى شكل أنفو غرافيك وربما على شكل دليل قابل للتحميل أو تنتج حلقة بودكاست حول نفس موضوع المقال… إلى غير ذلك من الأشكال المختلفة للمحتوى وبهذه الطريقة يمكنك أن تحقق أقصى استفادة من المحتوى الناجح قبل أن يفقد بريقه فكما نجح المقال يمكن أن تنجح باقي الأشكال المختلفة الأخرى.
إقرأ أيضا:
10 أنواع مختلفة من المحتوى يمكنك اعتمادها خلال التسويق بالمحتوى
استثمر بعض وقتك في كتابة العناوين:
خلال إعداد المحتوى الذي يعتبر أهم عنصر من العناصر المكونة لاستراتيجية التسويق بالمحتوى الخاصة بك، يجب عليك أن تهتم بأحد أكثر مكوناته أهمية وهو العنوان. فالعنوان هو ثاني شيء سينظر إليه الشخص المتابع أو الزائر أو الشخص المستهدف وفي بعض الأحيان يكون أول شيء ينظر إليه وهذا يعني أن العنوان هو فرصتك الوحيدة لإقناع الأشخاص بقراءة مقالك أو تحميل دليلك، أو التفاعل مع صورتك أو مشاهدة الفيديو الخاص بك.
وعلى هذا الأساس عليك باستثمار بعض الوقت للتفكير في عنوان مناسب يمتلك كل الصفات المطلوبة لجذب الانتباه واقناع الزائر باتخاذ إجراء معين.
الكثير من الأشخاص يستثمرون وقتا طويلا في إعداد قطعة محتوى ذات قيمة كبيرة وعندما تأتي مهمة عنونتها يقومون بكل كسل بتركيب عنوان لا يرقى إلى مستوى ذلك المحتوى وربما يعتبر ظلما في حقه!
انفتح على الآخرين:
جمهورك مهما كان واسعا فإنه لا يشمل الكل وانفتاحك على جماهير أخرى لديها اهتمام بما تقدمه سيحقق لك الكثير من النجاح. لكن كيف ذلك؟ كيف يمكن لشخص يقدم نصائح حول الصحة النفسية على سبيل المثال أن ينفتح على الآخرين؟
هذا بسيط وكل ما يتطلبه في الحقيقة هو مباشرته، فعلى سبيل المثال يمكن لصديقنا الخبير بالصحة النفسية أن يحل ضيفا على برامج إذاعية على الويب أو ما يسمى بالبودكاست، ويمكنه أن يحل كضيف عند أحد المؤثرين في مجال تخصصه سواء في احدى شبكاته الاجتماعية من خلال بث مباشر، أو من خلال فيديو على قناته باليوتيوب… إلى غير ذلك من الطرق المختلفة والهدف هنا هو أن يتم تقديمه إلى جمهور الطرف الثاني أو إلى المستمعين لذلك البودكاست أو مشاهدي قناة ذلك المؤثر على منصة يوتيوب.
قد يكون العائق الوحيد الذي يفصل صديقنا خبير الصحة النفسية عن القيام بهذا هو أنه لا أحد يرغب باستضافته، ولابد أن لذلك سبب معين وإن كان السبب هو أنه غير معروف أو شيء من هذا القبيل فيمكنه تجربة القيام بالأمر مجددا لكن بطريقة معاكسة بحيث يكون أنت هو المستضيف ويقوم بدعوة هؤلاء الأشخاص ليحلوا ضيوفا على البودكاست الذي يقوم هو باستضافته أو على بث مباشر أو فيديو على منصة يوتيوب… فالكثير من الأشخاص لن يمانعوا قبول دعوته لأن الأمر بالنسبة إليهم اعتبار وتقدير لقيمتهم. وفي النهاية، الهدف واحد وهو أن يتعاون وذلك الطرف الثاني على إنتاج محتوى ذو قيمة يصل إلى جمهوره وإلى جمهور الطرف الثاني كذلك ولا يهم حقا أي منهم قام باستضافة الآخر.
الجودة مهمة والكمية كذلك:
دائما ما نتلقى على مسامعنا عبارة الكيف أهم من الكم أو الجودة أهم من الكمية أو أشياء من هذا القبيل بنفس المعنى. لكن الأمور لا تسير بهذه الطريقة عندما نتحدث عن التسويق بالمحتوى فبالفعل تعتبر الجودة عنصرا ذو أهمية كبيرة والكمية كذلك فلا تتوقع أن تجتذب أشخاصا لزيارة موقعك بمقالين مملين قمت بكتابتهما منذ أشهر! بل على العكس من ذلك، فالأمر يتطلب انتاجا مستمرا ومتتاليا ودائما.
أفضل طريقة لضمان الالتزام بهذه القاعدة هي بوضع خطة محتوى تنظم عملية الانتاج بشكل أسبوعي أو ربما يومي وبشكل مستمر ودائم.
أعد النشر:
ليس كل المحتوى الذي تقوم بإنتاجه قابل لإعادة النشر، فخبر ما قد تنتهي صلاحيته بعد الأربع وعشرين ساعة الأولى من نشره. ومقالك حول كيفية استخدام شبكة جوجل+ لتحسين نتائج الظهور في محركات البحث قد انتهت صلاحيته بإعلان جوجل التخلي عن شبكة جوجل+… وهذه أمثلة للمحتوى الذي لا يصلح لإعادة النشر. لكن ماذا عن المحتوى الذي لم تنتهي صلاحيته بعد؟ هل فكرت أو سبق لك أن قمت بإعادة مشاركته؟ إن لم تفعل فبالتأكيد عليك القيام بذلك فربما لديك الكثير من المحتوى الذي يحمل قيمة معينة لك ولزوار موقعك أو متابعيك على الشبكات الاجتماعية لذا لا تتردد في الغوص داخل أرشيف موقعك أو قناتك على اليوتيوب، وحدد المحتوى الذي لا يزال يحمل قيمة للقارئ أو المشاهد وأعد نشره على حساباتك أو صفحات علامتك التجارية على الشبكات الاجتماعية.
على الرغم من أن التسويق بالمحتوى نشاط لا يحقق النتائج سوى على الأمد البعيد، إلا أنه يستحق الاهتمام والممارسة بالطرق الصحيحة وتجنب الوقوع في بعض الأخطاء. فآخر شيء قد ترغب في القيام به، هو استثمار وقتك طويل وجهد كبير لتكتشف في الأخير أنك قد سلكت الطريق الخطأ.