أغلب المواقع الإلكترونية اليوم تحتوي على قسم المدونة. وأغلب هذه المواقع أيضا لا تولي أي اهتمام بهذا القسم رغم أهميته ودوره في العملية التسويقية. ولهذا نجد أن قسم المدونة في أغلب المواقع الإلكترونية مجرد قسم فارغ ومهجور، أو ربما قد يحتوي على مقالات تعد على أطراف الأصابع ولا فائدة ترجى منها سواء من قبل العملاء أو العملاء المحتملين، ولا من قبل مالك الموقع أو المشروع.
عملية إنتاج المحتوى الرقمي بما في ذلك محتوى الشبكات الاجتماعية، والمواقع الإلكترونية كالمقالات مثلا عملية تعتبر صعبة بالنسبة إلى الكثير من الأشخاص. وهذا بالفعل أمر صحيح فالتسويق بالمحتوى لا يتصف بالصعوبة فقط من ناحية الممارسة بل أيضا من ناحية المدة التي تستغرقها نتائجه للظهور.
ولبناء مدونة إلكترونية ناجحة لموقعك الإلكتروني، وبالمدونة الناجحة أقصد تلك التي تجلب الزيارات من خلال محركات البحث وتجتذب انتباه المزيد من الأشخاص عبر الشبكات الاجتماعية ثم تأتي بهم إلى موقعك الإلكتروني ليتعرفوا على خدماتك المقدمة أو منتجاتك المعروضة أو عليك كشخص أو علامة تجارية بهدف تحويلهم في آخر المطاف إلى عملاء، عليك باتباع بعض القواعد. هذه القواعد ليست رسمية بل هي نتاج التجربة والممارسة.
ضع خطة مناسبة:
دائما ما أوصي بوضع الخطة أو الاستراتيجية كأول خطوة، وهذا أمر يجب القيام به ليس فقط عند العمل على بناء مدونة ناجحة بل عند العمل على أي شيء تقريبا. والعمل من دون خطة قد يؤدي إلى تحقيق النتائج، لكن العمل بخطة سيؤدي إلى تحقيق النتائج بالتأكيد.
قبل البدء في إنتاج المحتوى أو أي شيء آخر عليك أولا أن تقوم بوضع خطة عمل تشير فيها إلى نقطة تواجدك حاليا والنقطة التي ترغب في الوصول إليها، والنقاط التي ستمر عليها خلال طريقك إلى النقطة الهدف.
الخطة قد تنقسم إلى عدة خطط أخرى، وعلى سبيل المثال سوف تضع خطة عامة للعمل على إعداد مدونتك أو مدونة موقعك الإلكتروني وهذه الخطة سوف تشمل مثلا خطة إنتاج المحتوى، وخطة تسويقه التي بنفسها ستحتوي على خطة الشبكات الاجتماعية وخطة تحسين المدونة للظهور في محركات البحث (SEO) إلى غير ذلك.
مقالات ذات صلة:
لماذا يجب أن يحتوي موقعك الإلكتروني على مدونة ؟
10 أنواع مختلفة من المحتوى يمكنك اعتمادها خلال التسويق بالمحتوى
حدد مواضيع المحتوى:
قبل البدء في إنتاج المحتوى، ولتجنب الوقوع في خطأ العشوائية عليك بتحديد مواضيع المحتوى الذي ستقوم بالعمل على إعداده. فكثيرا ما نجد مدونات مجال تخصصها هو الطب مثلا لكن مواضيعها تتحدث عن النجاح والمثابرة أو عن الترفيه والمغامرة. وهو أمر جيد أن تتنوع المواضيع التي يطلع عليها عملائك، لكن الأمر السيئ هو أنك مصدر كل تلك المواضيع المتنوعة وهذا قد يضرب بعرض الحائط أحد أهم العناصر المكونة لنجاح أي شركة أو علامة تجارية، وهو عنصر المصداقية أو الموثوقية وفقدان هذا العنصر سيجعلك مهرجا في مجالك.
وعلى هذا الأساس يتوجب عليك تحديد المواضيع التي سيدور محتواك حولها، ويجب أن يكون بين تلك المواضيع ومجال تخصصك رابط معين واحرص دائما على عدم الخروج من نطاقه.
خفف من توقعاتك:
عند السماع عن التسويق بالمحتوى ونتائجه المذهلة غالبا ما يضعه المسوقون وأصحاب الأعمال التجارية نصب أعينهم. وبذلك يستثمرون فيه ويمنحون في سبيل ممارسته والاستفادة منه كل الوقت والجهد والمال. لكن نسبة كبيرة من هؤلاء غالبا ما يفقدون الأمل بعد الممارسة لعدة أشهر أو ربما لبضعة أسابيع والسبب في ذلك هو أن الأمر ليس كما هو متوقع.
جذب عملاء جدد بالمحتوى الذي تقوم بنشره على مدونة موقعك الإلكتروني أو بمعنى آخر التسويق بالمحتوى هي لعبة طويلة الأمد. وهو أمر صحيح أن التسويق بالمحتوى يحقق نتائج جيدة، خصوصا مع الاختناق الذي يشهده مجال التسويق والدعاية في العالم الرقمي إلا أن النتائج تأخذ في الغالب وقتا طويلا بعض الشيء للظهور. كما تتطلب الممارسة اتباع خطة تمكنك من رعاية الأشخاص الذين يتم اجتذابهم خلال مسيرتك للتسويق بالمحتوى والعمل على تحويلهم من عملاء محتملين إلى عملاء.
بالتخطيط المسبق، وتحديد المواضيع، والتخفيف من التوقعات ثم العمل للأمد البعيد سوف تتمكن من ضمان التوسع، والمنافسة بقوة، وتحقيق أهدافك التسويقية فقط بتلك المدونة البسيطة التي لطالما استغربت من سبب تواجدها في كل المواقع الإلكترونية بالرغم من غياب الفائدة منها.